ماهي قصة المقولة بالـعـمـارة والـتـمـارة وجــيــزة النـصـارى
من أروع القصص والحوارات بين الخال الشاعر عبدالرحمن الأبنودي ووالدته الست فاطمة قنديل
حوار عن مثل أو دعاء صعيدي وهو
“بالـعَـمَـارة والـتَـمـارة وجــيــزة النـصـارى”
يقول الخال الأبنودي
ظللت معظم سنوات الطفولة أتعجب من هذا الدعاء الذي لا أفهمه.. في كل مناسبة تدخل المرأة الجارة أو القريبة في يدها .. حناء. سكر. شاي . صابون, تطلق زغرودتها في وجه العروس وتعقبها بالدعاء الخالد..
بالعمارة والتمارة وجيزة النصارى
يا رب ماذا يقلن..؟!
يوماً سألت فاطنة قنديل (والدته) عن ما هية هذه العمارة ومعنى كلمة التمارة وما دخل النصارى في كل هذا التغريب..؟! تعجبت الأم .. كيف يا ولدي مش خابر العمارة والتمارة وجيزة النصارى..؟!
- يا ولدي طبعاً ده جواز واللي يجوّز بنته بيبقى خايف واللي زينا لازم يطمنه علشان كدة بنقوله الكلمات دول عشان يتطمنوا وفي نفس الوقت دعاء علشان ربنا يوفقهم ويثبت قلوبهم على الود والعشرة والجوازة تدوم..
- أقول لها كل ده جميل.. إيه بقى العمارة والتمارة والحمارة والنجارة وكل اللي إنتوا بتقولوه ده..؟!
- تجيب فاطنة قنديل اسمع يابو لسان طويل.. دلوك الجوازة الواحدة مننا تدعي فيها بإيه؟ بإنها تعيش وتدوم والناس تخلف عيال والرجل ومرته يحبوا بعض ويعيشوا على الحلوة والمرة لحد ما يفتكرهم الحي الذي لا ينام.. مش إكدة ولا غير كدة..؟!
- أجيبها في انتظار الإجابة “كدة”.. تقول .نمسكهم واحدة واحدة بالترتيب.
بالعمارة
يعنى عليهم وعلى الله عمار الديارة يعني يعيشوا ويعمروا البيت..بإيه؟ طبعاً بالخِلفة الصالحة لأن الخِلفة وحِس العيال في البيت هي اللي تعمر الدار.. البيت إللى من غير خلفة فقري وزي القبر ساكت لا ضحكة ولا بكى ولا يامّا ولا يابا.. أدي العمارة.طب
والتمـارة…؟!
.تقول “التمارة أن الواحدة اللي خدها جوزها عشان يعولها ويأكلها ويشربها يتمر فيها العيش والمعروف تقاسمه الحزن زى ما بتقاسمه الفرح وتمرض لمرضه وتشقى لشقائه ساعتها يكون المرأه “تمر” فيها العيش والمعروف اتقابل بالمعروف أهي دي ياولدي التمارة
جيزة النصارى .
. وإيه إللي دخل النصارى في الحكاية وللا هية عشان السجع تمارة وعمارة ونصارى وكدة يعني؟!!..تغضب فاطنة قنديل من السخرية المختبئة وتقول:أهي إللي بتضحك عليها دي أهم حاجة في التلاتة
إنها دعاء لله علشان مايكسرش المحبة وتدوم الجوازة.. ده دعاء بعدم الطلاق.. لأن النصارى يا ولدي ما بيطلقوش.إللي خدها هي إللي خدها. هية إللي هتتشعلق في رقبته طول العمر.. زعلوا من بعض.. أتقندلوا.. راحو.. جُم.. آخرتها لبعض عشان معندهمش طلاق.
فإحنا بنتمنى للواد والبت إللي هيتجوزوا إن جوازهم يبقى جيزة نصارى يعنى جواز دايم علطول ما يتكسرش ولا فيش حاجة تعطله.ومادام عمرت الدار وخلفت عيال، ومادام تمر فيها المعروف وبقت تخاف على حاجة جوزها وماله وعياله لازم الجوازة هتدوم زي جوازات النصارى..عشان كدة ما فيش غيرها في حنكنا لما بندخل على أي فرح على طول نهلل.
بالعمارة والتمارة وجيزة النصارى