قصة حياة وبعض معجزات الشهيد الأنبا قلتة الطبيب
الأنبا قلتة الطبيب من قديسين الكنيسة المصرية الارثوذكسية قد لا يكون الأشهر بين قديسيها وشهدائها ولكن له سيرة عطرة يفوح منها رائحة الإيمان والصبر والتعزية
فهيا بنا نتعرف على سيرة هذا القديس الاعظيم الانبا قلتة الطبيب
ميلاد القديس
:-
- 十 ولد القديس
الانبا قلتة من ابوين مسيحيين اشراف فى جنسهما وحسبهما فى مدينة انصنا فى
اوائل القرن الثالث المسيحى . وكانوا اغنياء بحسب هذا العالم ولهما
وارزاق وكروم وبساتين . كان اسم ابيه هيرقلامون الوالى الذى تولى على
وكان اسم امه اخرستيانا شريفة وصحيحة الامانة المسيحية
- 十 أما
هيرقلامون الاب فكان الملوك يحبونه والمساكين يباركون عليه لاجل احكامه
كان يحكم بها وكان هذا الاب يمشى بتواضع مثل رجل مسكين وكان رجلا
الصدقة للمساكين
- 十 والام
اخرستيانا كانت رحومة تحب المساكين والايتام وكانت تنطلق الى البيعة
كمثل زوجها ولم يكن لهما ولد زمانا كبيرا وكانا يتضرعان الى الله ان يعطيهما
ويكون على جميع اموالهم . وكان هيرقلامون وزوجته قد كبرا فى السن
عطية مباركة
هذا القديس ( انبا قلتة ) فى كبر سنهما كمثل رئيس الاباء ( ابراهيم وسارة ) وكان
هيرقلامون يومئذ ابن ستين سنة لما ولد هذا الصبى وكان فرح عظيم فى دارهما
وعملوا وليمة للمساكين وكان جميع اهل المدينة يمدحوه . ثم ان الصبى كان ينمو كل
يوم
اهتمام الوالدين
بتربية الطفل قلتة
ورباه ابواه
بكل عفاف وجملوه بخوف الرب وكان لما اكمل الصبى سبعة سنوات ارسلوه حتى
يؤدبوه كحسب شرف منزلته . وكان له ثلاثة عبيد وكانوا كلهم يتعجبون من
تواضعه .
اهتمام الصبى
قلتة بدراسة الكتب المقدسة
الطفولة تعرف الكتب المقدسة )
فلما اقام
اياما كثيرة حفظ من العتيقة ( العهد القديم ) والحديثة ( العهد الجديد ) الكفاية وهو
كان يومئذ ابن عشرة سنين
صوم القديس الشهيد قلتة الطبيب ونسكه
ولم يكن القديس
يأكل مادامت الشمس ظاهرة
كان يعمل مائة مطانية بالليل وطعامه خبز وملح ويشرب
الماء بالقياس فى كل يوم وقد قطع عنه راحة الجسد وراحته فى ايام الشتاء
فكان يرقد تحت الندى فى الشتاء وفى الصيف كان يرقد فى المواضع الحارة وكان يصنع مسرة
الرب كل ايام حياته وداره منزلة للغرباء وكان يلبس مسح الشعر داخل على جسمه
وكان أبواه قد طعنا فى ايامهما وأعطيا له أموالهما وصار تحت يديه وكل شىء كان
لهما جعلاه رئيسا عليه
الأعجوبة
الأولى التى كانت للقديس الانبا قلتة قبل استشهاده
كان القديس
الانبا قلتة ذات يوم راكبا على دابته وانطلق الى بستان من بساتين ابيه وكان يومئذ ابن
اثنتين وعشرين سنة ويصحبه ثلاثة من عبيده ولما دخل البستان امر الفلاحين بفتح
باب الجنات الموضع الذى فيه الفواكه حتى يدور ويتفرس فيها
ظهور ملاك الرب
للقديس انبا قلتة فى البستان
واذا ملاك الرب
قد ظهر له حياة قائلا السلام لك ايها الصبى الحكيم قلتة . السلام لك يا
حبيب الله حينئذ خاف
القديس وسقط على الارض فأقامه الملاك وقال له تقوى وتشجع انا حاضر معك فى كل مكان
.
فقال له القديس
من انت يا سيد وما هذا المجد المحيط بك لانى قلقت لما رايتك
فقال له الملاك
: انا جبرائيل الذى انطلقت الى مريم العذراء واعطيتها البشارة بظهور النور وانا
الذى انطلقت الى زكريا الكاهن وبشرته بميلاد يوحنا والان اسمع انا
اعرفك وهوذا قد رشمت جسدك لئلا يخرج منك زرع بشر وتكون بتولا . مثل يوحنا
وتنال اكليل الشهادة على يد اريانوس ويحرق جسدك بالنار وتجىء عندنا فى السماء وفى
هذه السنة يتوفى والدك هيرقلامون وتصير رئيسا على كل ماله وامك تتنيح فى هذه
السنة نفسها وتنال انت الشهادة وينقضى الاضطهاد قال له الملاك
هذا وصعد الى السماء وهو ينظر اليه ثم خرج القديس انبا قلتة من البستان ووجهه
يتلألأ بالنور وركب دابته ليرجع الى مدينته انصنا وغلمانه يتبعانه وعلى ايديهم قواديس
الفواكه ليذهبوا بها الى مدينتهم
القديس الانبا قلته الطبيب بمعونة الله يشفى
رجلا يديه يابسة
واذا انسان يده
يابسة منذ اربعة عشر عاما جاء فخر عند قدمى القديس انبا قلتة قائلا تحنن على
مسكنتى واعطنى شيئا من هذه القواديس ( أوعية الفاكهة ) التى يحملها عبيدكفدعى القديس
انبا قلتة احد عبيده الذين معهم قواديس الفاكهة ومد يده الى اسفل القواديس وملأ
كفه خوخ ومده نحو الرجل الذى يده يابسة وقال القديس
للرجل ذى اليد اليابسة ( اقترب منى حتى اعطيك ) فلما اقترب الانسان منه للوقت
امتدت يده وصارت يده كالاخرى فصرخ الرجل قائلا ( سبحان الله واحد هو اله هذا الانسان .
فلما رآى عبيده ذلك صرخوا قائلين يا رب ارحمنا فدعى الانبا قلتة الرجل وقال له ( ما
الذى جرى لك ) فقال له ( مباركة هى الساعة التى التقيت بك فيها ايها الصبى الحكيم
مضيت لكى اطلب المأكل ادركتنى رحمتك وشفيت يدى
فقال له القديس ( لعلك
تجننت ما هذا الكلام الذى انت تقوله لانى رجل خاطىء امضى الى بيتك لان الذى
طلبت منه هو السيد المسيح وهو الذى شفاك ) وساق القديس دابته إلى حيث سبيله
فأما الرجل فلم يزل يصيح ويقول ( واحد هو اله هذا الفتى ) وكان يعرف جميع
الناس ما كان منه وكانوا يقولون بالحقيقة هذا رجلا شافيا دائما فى مدينتنا. فلما مكث يجرى
خلفه ويصيح امر غلمانه ان يبعدوه ثم اوصى عبيده ان يحفظوا هذا الكلام ولا
يظهروه لاحد من الناس فعرف ابيه ما كان ففرح جدا
فرح
هيرقلامون بالطفل قلتة بعد سماعه بخبر المعجزة
فقال له ابيه :
طوباك لان الله اوهبك لى وانا اقمت زمانى كله متنعم فى مملكة الارض أما انت يا
ابنى فتخدم ملك السماء طوباك انت يا ابنى وطوبى للبطن التى حملتك انك إخترت لك الله
منذ صغرك
رؤيا
هيرقلامون ووصيته لابنه قلتة :-
فقال هيرقلامون
لابنه ( أما انا فزمانى قد اقترب حتى انطلق الى الله كمثل ابائى
وها عبيدى وهوذا اموالى وزراعتى وكرومى وبهائمى استلمهم فى يدك لتديرهم
كما شاء الله . فسوف يقوم يا ابنى ملك منافق يهدم البيع ويطرد المسيحيين
ويقتلك انت ايضا على امانة المسيح لان ملاك الرب ظهر لى فى رؤيا والان أسال الله فينا
ليصنع معنا رحمة انا وامك )
الاب هيرقلامون
والام اخرستيانا يفكران فى زواج ابنهما قلتة
وكان
لهيرقلامون اخت اسمها كومادية هذه ولدت ابنة حسنة من جنس عزيز فقال ابوه لامه ( قومى
نأخذ امرأة لابننا قلتة لننظر فرحة قبل وفاتنا ) فقالت امه لابيه ( ان كان هذا الامر
يرضيك فلتأخذ له ابنة اختك لكى لا يدخل علينا غريب الى دارنا البتة ) فقال لها هيرقلامون
الاب ( ان ابننا لا يشارك فى شىء من هذه الامور لانه مثل نبى الله ولانه شفى يد
الرجل الاعسر بالامس وقد اعلمنى الله بهذا فى الرؤيا لكى ندعوه ونسأله ) فدعى
هيرقلامون عبده انسطاسيوس ليحضر لهما القديس قلتة فلما حضر قلتة وقالوا له
هذا الخبر …
قال لهما ( انا يا ابواى وحيدكما واذا انتما كلفتمانى ان اصنع هذا فأنا اسيح
فى الجبال ولن تعودا تنظرانى مرة اخرى لانى سوف احفظ بتوليتى حتى اقف قدام ربى
يسوع المسيح ) فلماسمع ابواه هذا تعجبا جدا ولم يعودا يسألآه على هذا الامر مرة
اخرى
نياحة والدى
القديس قلتة
وبعد هذا تنيح
ابواه تنيح الاب هيرقلامون اولا ثم تنيحت امه اخستيانا بعد الاب فى
نفس السنة التى
تنيح فيها الاب .
اسقف المدينة
يعزى القديس فى وفاة والديه
جاء اليه اسقف
المدينة ليعزيه فقال له وللمجتمعين ( انا اؤمن بالله ان هذا يكون تقيا مختارا وينال
اكليل الشهادة فى زمان الاضطهاد ) ثم قال له ( تقوى وكن رجلا شجاعا طوباك انت تركت
جميع اموال العالم ) فقال له انبا قلتة ( اغفر لى يا سيد انا رجل خاطىء فما بال
المعلم يمدح الصغير الضعيف لماذا الاسقف يمدح رجلا صنع خطايا كثيرة اسالك يا
سيد لكى تتضرع الى المسيح عنى لكى يعطينى رحمة ان اصنع ارادته ويصنع
رحمة مع نفسى ) فبارك الاسقف عليه وقام من عنده
القديس
الانبا قلتة يوزع امواله على الفقراء
فأما السعيد
قلتة فوزع كثرة امواله للفقراء والمساكين وبنى المساكن للغرباء وعماير ومعاملة ومخازن
اقام عليها وكلاء واعطاهم جميع ما يحتاجون ان كان عليها خبزا او خمرا او نفقة
واعطاهم عشرة دنانير لسكن الغرباء العابرين فى كل شهر لنفقتها .واعتق عبيده
وجعلهم احرارا وجعل منهم معه ثلاثة لكى يخدموه
الاعجوبة
الثانية للقديس الانبا قلتة قبل ان يستشهد : –
كان ذات يوم مضى القديس الى مدينة
الاشمونين لاجل امر من الامور وعبد واحد
من عبيده يتبعه
وهو يمشى خلفه فلما دخل الى باب المدينة صادف رجلا شيخ وصبى يمشى
يقوده وكان الرجل الشيخ عريانا وكان لابسا خلقان بالية وقطعة بساط وجسده كله
مكشوف ثم ان الصبى الذى كان يقوده كان ابنه و كان ذلك الرجل اعمى فسأل القديس
انبا قلتة قائلا اصنع محبة واعطنى خبزا قليلا لاننا لم نأكل شيئا فى هذا اليوم ولست
من هذه المدينة لكن من اهل انصنا جئت الى هنا لاجل حاجة وسيرة ثم لما
راى اعضاء الرجل مكشوفة وأوجعه قلبه نزع عنه احد اقمصته وأعطاه للاعمى قائلا (
خذ لك هذا يا ابى والبسه لانك عريان ) فأخذه الاعمى وقلبه يبارك الله وقال
للقديس الله يبارك عليك ويعوضك عن هذا فى الاخرة فلما جاء الاعمى يلبس القميص
وفى الوقت الذى طوق الثوب اسفل على عينيه للوقت انفتحت عيناه وابصر النور
ومجد الله وصرخ قائلا ( انت ملاك ساكن بين الناس على الارض فلما راى الجميع ما كان
مجدوا الله فرجع انبا قلتة الى انصنا ولم يدخل الى مدينة الاشمونين كى لا يشيع
الاعمى خبره فيها
لقاء القديس
الانبا قلتة بالانبا اباديون الاسقف : –
وعندما سمع
انبا قلتة بالانبا اباديون الاسقف ارسل واحضره عنده وقال له الاسقف ( هوذا الاضطهاد
قد اقترب لك لتنال اكليل الشهادة اجلس عندى حتى اشبع منك ومن وجهك
الحسن لان الذى تتعبد له قد اراد ان يعرفنا سيرتك الحسنة )
فقال له القديس (
يكفيك يا ابى القديس ان تقول لى هذا لانى رجل خاطىء ) وهكذا اقام ملازما له سبعة
سنين وكان للاب الاسقف تلميذ شماس
القديس الانبا
قلتة يتعلم الطب على يد تلميذ الانبا اباديون الاسقف
وكان هذا التلميذ شماس وهو
تلميذ فى الطب وفى صناعته وهو كان مواظبا بالقلاية مع القديس
الانبا قلتة وتعلم منه صناعته الطب فأوهبه الله ان يشفى بالنعمة الجزيلة كل
الامراض حتى ان كل انسان مريض وكل المرضى اذا لمسهم يشفوا ان كانوا فى
الجراحات او من بهم ورم وغيره وعلى الجملة كان يداويهم فى مرة واحدة فيبرأوا للوقت
رسامة القديس
الانبا قلتة بيد الانبا اباديون الاسقف : –
ثم ان القديس
الانبا قلتة كرسه الاب الاسقف قسيسا وهو بتول من مولده الى كماله وكان قد ترك. عنه جميع اعمال
العالم واعطى امواله للمساكين واعطاهم للثلاثة عبيد الذين كانوا معه فى خدمته ليجمعوا
غلتهم الى المدينة ويعطوها صدقة للمساكين وللمنقطعين . اما هو فكان يعمل بصناعة
الطب ويشفى الناس بغير اجر .
كيفية مجىء
اريانوس الى مدينة انصنا ( على لسان الانبا قلتة )
نسردها لكم كما
جاءت فى الميمر الذى كتبه انبا بيفامون اسقف مدينة اخميم ( على لسان
الانبا قلتة )
فى الزمان الذى دخل فيه اريانوس الى مدينة انصنا وكان يتعبد للاوثان لكن لم ارحب به لكن لم يدعه
الخوف ان يظهر ذلك لانه كان قبل ان يظهر دقلديانوس فلما سكن اريانوس وكان غريبا وانا
ايضا كنت عند الانبا اباديون الاسقف وكنت ابرىء بالادوية كل من ياتى الى اما
اريانوس فكان يتردد الى
دفوع كثيرة فلما مكث عندى اوحى لى من الرب والروح القدس قائلا لا تأكل معه مرة اخرى
لانه عابد اوثان وهو الذى سينزع راسك على اسم السيد المسيح له المجد فلما سمعت هذا
تعجبت على هذا القول وتكلمت مع اريانوس خفية واقسمت عليه بيمين مخوفه ان
يخبرنى بجنسه وارضه ولماذا جاء الى هذه المدينة مدينة انصنا ؟ اما اريانوس فتكلم معى قائلا : يا
سيدى العزيز قلتة اسمع لى ( اعلمك بخبرى وكل شىء كان منى اعلم انك رجل الله ولا
تظهر سرى الى احد من الناس لانى انا من اهل مدينة انطاكية وكنت فيها وكانت صناعتى على باب
المملكة بواب ولا يقدر احد ان يعبر الى الملك بغير اذنى ولما قامت حرب عظيمة على
نومارينوس الملك امر ان تتشدد عساكره وارسلهم الى الحرب واجاب قائلا لى واوصانى لا ادع
احد يدخل الى القصر فى غيابه وكان شاب يقال له دقلديانوس عند اوسابيوس الامير وكان
سايس اسطبل خيل وكان ذلك الاسطبل قريب من دار المملكة وان ذلك الشاب دقلديانوس كان
احد الاقطاب ويزمر بالملاهى والطبول اللذيذة السماع .
ابنة الملك
نومارينوس تعجب بدقلديانوس: –
واعجبت ابنة
الملك نومارينوس وتدعى (فيلتربيه) بدقلديانوس وكانت امراة سيئة الخلق وارسلت خلفى –
اى خلف اريانوس – وقالت لى اذا جعلت دقلديانوس يدخل القصر والتقيت به. اعطيتك ثلاثة
الاف دينار اما انا فاشتهيت الذهب وصنعت ما قالته لى فلما دخل اليها ابطل بتوليتها ووعدته
انها ستجعل عليه تاج مملكة.
اشتهاء ابنة
الملك الصغرى لامير يسمى مكسيميانوس :
وابنة الملك
الصغرى خافت ان تجعلها أختها غريبة عن الحكم وكان احد عظماء القصر الذى للملك يسمى
مكسيميانوس فأرسلت الابنة الصغرى فى السر أذا ما جعلت مكسيميانوس يدخل الى القصر
والتقى به أنا أعطيك أربعة الاف دينار ذهب ثم أنى اشتهيت الذهب وفعلت
كما قالت لى
وتواكلت على هذا الامر الآخر وكملت لهما ما أرادوا واقاموا ستة شهور يضجعون مع بنات القصر
سرا وتعاهدوا مع بعضهم على قتل الملك وبعد هذا أرسلتا خلفى وادخلونى إلى القصر خفية
وكان دقلديانوس ومكسيميانوس عندهما فقالت لى بنات الملك أذا بحت بهذا السر ليس لك
حياة واذا فتحت باب القصر وجعتلهم يقتلون ابونا أعطيناك سبع مئة دينار واذا قتلوه أهرب انت
الى مصر واسكن فى مدينة انصنا حتى نعطى المملكة لمن نحب ونهوى ثم نكتب لك ونصيرك
سيد ديار مصر جميعا فلما قال لى اريانوس هذا تعجبت جدا .
أريانوس يطلب
فتاة ليتزوجها :
ومضت أيام وطلب
اريانوس امراة ذى نسب ليتزوج بها فعرفوه عظماء المدينة من أجل ديديانا أخت القديس
فجاء الى وعرفنى بهذا الامر واما انا فما رضيت به فأوحى الى ان أزوجها له . فلما تزوجها أحبها جدا
ولما كان بزواجه منها له شهر واحد ،
تولى
دقلديانوس عرش الامبراطورية الرومانية :
فى 29 أغسطس
عام 284 م ملك دقلديانوس على المملكة الرومانية وأقام عشرة سنين قبل
أن يظهر عبادة
الاوثان وقد سمح الله لهذا الشرير ان يملك وأعطاه سلطانا ان يفعل الشر بالمسيحيين وكل
رجال الدين حتى ترتفع راية الايمان بدماء الشهداء فعلى يديه ستكون ذروة عصر الاستشهاد
وينال الشهداء الاكاليل وسيدخل الكثيرون بواسطته ملكوت السموات ومن بعد ذلك أرسل
دقلديانوس نقيب وكتب الى هذه المدينة واعطى الكتب التى معه للوالى.
فوجدوا ابى قد
تنيح حينئذ مسك عظماء المدينة والزمهم ان يوروه ( يشيروا له عليه ) ابنه (
قلتة ) أما انا فاسلمونى اليه بغير ارادتى
وبسؤال كثير اخذ منى 700 دينار واطلقنى ثم ان اريانوس صاحب هذا النقيب منذ كان فى قصر
المملكة فوعده قائلا : انى أعطيك ثلاثة الاف دينار اذا ما عرفت الملك بنسبى
وهكذا كتب
رسالة الى الملك فلما قرأ الملك رسالة اريانوس فرح جدا وارسل اليه شخوص اصنام ذهب وفضة
واقامه واليا فلما نال اريانوس هذه السلطة امسك بالقديس الاسقف الانبا اباديون ونزع
رأسه بحد السيف وأمر بذبح الكهنة الذين فى المدينة وحرقهم ثم بعد هذا استمر
اريانوس عشرة
سنين أخذ يهرق الدماء الطاهرة وانا لم أفتر عن رفع القرابين ظاهرا وعلانية ولم يجاوبنى عن ذلك
يوما واحدا .